-->

عالم غريب (الجزء الثاني و االثالث)

الجزء الثاني



  
أحيانا أشك انني مجنون و أحيانا أتأكد من ذلك . هناك أعضاء في جسدي هذا ترهقني و أخرى أفكر في بترها هذا القلب وسط صدري لاينفك عن النبض حتى عندما أستلقي على السرير أحس وكأن أحدهم يقوم بضغطي و رفعي باستمرار و هذا العقل الغبي الذي لا أعرف حتى الآن كيف أوقفه عن التفكير أو أريحه فهو طوال الوقت يعبت بالأشياء . أفضل طريقة وجدتها هي بقراءة كتاب فمحدودية اللغة بضغط الأفكار في سطر واحد كبيرة جدا بينما يشتغل عقلي بترديد كلمات الكاتب ولا يتلقى فكرة أو يشتغل إلا بعد قراءة سطر كامل و أحيانا بعد عدة أسطر على كل حال هذا أفضل من التفكير بإحتمالات لا نهائية في كل ثانية . أصبحت أخاف أن ينفرد بي عقلي فهو لا يفكر إلا في المنطق المحض بعيدا عن الذاتية فكرة وجودي حي في هذا العالم لوحدها تكاد تقتلني كلما أمعنت بها  . هكذا قمت بالتهام جميع الكتب الموجودة في المنزل كنت خائفا من ما يوجد خارج المنزل مرت أشهر و لم أجرأ على الخروج . و اليوم أكملت آخر كتاب يوقف عقلي الغبي هذا عن التفكير  لا أنكر أن كم المعلومات في الكتب التي قرأتها كافية لتفجير دماغي لو أطلقت العنان لنفسي للتمعن بها .كنت أعتمد فقط على عدم التوقف عن القراءة لينشغل عقلي بالقراءة و ترديد الكلمات حتى يصيبني الإرهاق لأنام حسنا سأخرج الآن من المنزل . خرجت من المنزل و كان الظلام حائكا نظرت إلى السماء فإذا بكل تلك المعلومات التي قرأتها عن الكون تخطر ببالي لم اعد أشعر بجسدي سقطت كمن صرع على الأرض . يا إلاهي كيف يقوى هؤلاء البشر على التحرك وسط هذه الفوضى العارمة حفنة من التراب تمشي بسرعة تفوق الصوت وراء كتلة نارية مشتعلة كزبالة تطير خلف سيارة مسرعة التي تجري بدورها إلى الا نهاية مع عدد هائل من متيلاتها التي تظهر بشكل جلي في شكل النجوم أيوجد خيال أغرب من هذا الواقع مستحييل !! مهما حاولت صنع خيال لن يضاهي هذا الواقع غرابتا ! لا بد أن الغباء نعمة و النسيان رحمة . لقد لاحضت أن عقلي من تلقاء نفسه يفقد التركيز على بعض الأفكار لخلق متسع لأفكار جديدة هكذا تأقلمت مع كوني فوق كرة من التراب العائمة في فضاء لا أحد يعرف له بداية و لا نهاية و الغريب أن هؤلاء البشر لا أحد مهتم بهذه الفوضى ولا يرفع رأسه للسماء و لا يزعج نفسه بالتفكير بها أساسا .
كنت مارا بطريق مكتض كلما رأيت شخصا يتكلم يبدوا لي الأمر غريبا كائن يستطيع الكلام و تحريك نفسه أقف مذهولا حين تخطر ببالي كيفية إشتغال هذا الجسد مما قرأته في الكتب هذا الصبي مثلا الذي يقفز و يلعب لو يعرف كم السيالات العصبية التي تصدر عن دماغه لأعضائه و طريقة ضخ الدم و تحريك كل عضلة لما قفز أساسا البشر كائنات مذهلة حقا . إصطدمت مع أحدهم فقال بصوت غاضب من أنت ! سرح عقلي الغبي مرة أخرى في التفكير حقا من أنا أو أين أنا في هذا الجسم أأقول له انا هذه اليد !  لا لأني أستطيع بترها و أبقا أنا أنا و هكذا كل الأطراف حتى لو بترت ساقاي و يداي فسأظل أنا ضمنيا في الجزء المتبقي و حي تذكرت عمرية زرع رأس بشري ناجحة مما قرأته لافائدة فأنا لست في الجزء الأسفل من جسدي كله أأكون أنا في العقل ؟ لا فقد قرأت حالات كتيرة عن من أصابته ضربة في الرأس أدت لفقدانه بعض أجزاء الدماغ و استطاع البقاء حيا فضلا عن حالات متفرقة لإزالة أجزاء من الدماغ بعمليات جراحية لأسباب متفرقة ورغم ذالك يبقا الشخص هو هو . أصابني صداع في رأسي فصرخت مبتعدا عنه لا أعرف من أنا او أين انا ! في الطريق وجدت كتابا ملقا على الأرض متسخ مسحت الغبار عنه يبدوا أنه كتاب سحر عن أي سحر يتكلم هذا الكتاب الغبي و هل يوجد أغرب مما رأيت لحد الآن ذهبت به إلى المنزل فتحته،  به كتابة أستطيع قراءتها ولا أستطيع فهمها قرأت السطر الأول فإذا بأحد يضربني من الخلف صرخت في وجهه لما ضربتني !!  فإذا به يقف مذهولا ككل من أحدته لأول مرة قالت لقد قمت بسبي ! أخبرتها أنني لم أفعل ذالك قالت تلك الكلمات التي قلتها هي لغتنا ولقد سببتني . ألست خائفا مني ؟ قلت ولما ؟ قالت أنا جنية !! قلت وما الجديد في كائن آخر يتكلم كل شيء في هذا العالم غريب الإنسان نفسه يصيبني بقشعريرة كلما نضرت إليه و هو يتكلم .أتستطيعين إخراجي من هذا العالم ؟ لا ملك الموت فقط يستطيع ذلك أو بانتحارك أو تعرضك للقتل من طرف إنسي آخر . أخبريني ما معنى السطر التالي في الكتاب . فأجابت هذا عقد قران بلغتنا كقولك زوجتك نفسي . ضحكت لأول مرة متدكرا حالات لقراءة هذا الكتاب لو استمرت في القراءة من يعرف من قد أسب تاليا او ما أقول بلغتهم حسنا سأذهب لأنام . قالت هل نستطيع أن نصبح أصدقاء ، أنا لا أطيق نفسي حتى فمابالك بآخر يلازمني آسف على سبكي فقط إنصرفي طيري أو إختفي فالأمر سيان بالنسبة لي.

الجزأ الثالت 

لقد إكتفيت من هذا العالم أفكر بالمغادرة لهذا الجسد متطلبات كتيرة ،لما أتعب نفسي بالأكل كل يوم و العيش في هذا العالم الكئيب !! ففي كل الأحوال سأكون في مكان آخر غير هذا. كلعبة فيديوا يختار أحدهم جسما ما ليدخل في عالم إفتراضي مع مجموعة من الأشخاص الذين قاموا بنفس الشيء، جميعهم يعلمون انني لست هذا الجسد الإفتراضي بل الذي يتحكم في هذا الجسد خلف الحاسوب و رغم ذلك ينادونني بإسمي في اللعبة و يصافحونني ونندمج و نعيش فيها بقوانين أخرى إفتراضية. الأمر نفسه ينطبق على هذا العالم كما لا يعجبني هذا الجسد الذي وضعت به لابد أن نفسي مندمجة مع الروح بطريقة ما كأنها متصلة بخيوط غير مرئية مع الدماغ كلعبة العرائس لكونه يصدر كل تلك السيالات العصبية من العدم إلى الدماغ لتذهب لباقي الأعضاء فتقوم بتحريكها . حسننا لو مات هذا الجسد سأخرج من هذا العالم .سأكون موجودا فحسب إما في مكان أو الامكان . أفكر بالإنتحار إنه ليس أمرا سهلا البتة فقد أرمي نفسي من مكان عال فأصاب بالشلل و أضل حيا أو أطلق النار في جسدي فيعالجني غبي ما و أعيش بإعاقة دائمة لابد في التفكير في طريقة مضمونة للموت بدون البقاء حيا بإعاقة ما وغير قادر على محاولة ثانية للإنتحار . أن أرمي نفسي من مكان عال نعم سأموت ولكن يوجد إحتمال أن أضل حيا ولن أخاطر بهذا. حاولت خنق نفسي بيداي مرات عديدة  و لم أفلح في مرحلة ما يصدر عقلي الغبي أمرا بإيقاف العملية رغما عني . حسنا سأدهب لشراء مسدس علي التصويب بدقة فأي خطأ يؤدي لإعاقة دائمة مع عدم إمكانية تمكني من فرصة ثانية للإنتحار . نزلت إلى الشارع في الطريق صادفت أحدا يتكلم بغرابة شديدة كأنه لا يراني او يتكلم مع أحد آخر غير مرأي يبدو في قمة السعادة ضللت أراقبة ، بعد ساعة أصبح طبيعيا سألته عن سلوكه هذا فأخبرني أنه كان تحت تأتير مخدر ما ! أعطاني بعضا منه تناولته فإذا بالخيط الرفيع الفاصل بين الخيال و الواقع نسف عن بكرت أبيه .لو أخبرتك متلا أن تتخيل مكعبا أحمر أمامك يمكنك ذلك و يمكنك رأيته جليا و لكن تعرف أنه ليس حقيقيا  يتلاشى فور فقدانك التركيز عليه ، بعد أن تناولت المخدر صار بإمكاني الجلوس على المكعب دون أن يتلاشى أبتكر أشخاصا من العدم أكلمهم و يكلمونني  . الواقع و الخيال وجهان لعملة واحدة فما عاد يمكنني التمييز بين ما أصنعه و ما هو حقيقي ضللت على هذا الحال مدة حتى اختفى مفعول المخدر .تبا هذا ما ينقصنني لا أربد العيش في هذا العالم فما بالك بعالمين معا و أضهر في أحدهما كالمجنون . إشتريت المسدس بشق الأنفس مسدس قديم يستخدم للصيد من رجل لحيته كتيفة و بيضاء كان خائفا مما قد أفعل به . رجل إبتسامته جميلة شديد الغباء يتكلم كتيرا. لكن ما شدني إليه تلفضه بكلمات أكبر من مستوى وعيه خاصة عندما يغير صوته إلى ما يشبه الغناء أيعي ما يقول !!  سألته عن الكلمات التي كان يرددها فأخبرني أنها ليست كلامه ضل يتكلم كتيرا ... كنت متأكدا من ذلك قبل أن أغادر أعطاني كتاب بدون مقابل و أخبرني أن تلك الكلمات التي شدتني منه . حملته معي و المسدس و ذهبت إلى المنزل .
جهزت المكان لأنتحر به فلا أريد أن أترك دمي في كل مكان قمت بوضع قطعة بلاستيكية كبيرة لكي يسهل تنظيف المكان قرأت قليلا عن كيفية الإنتحار و المسار الصحيح للطلقة لكي لا أضل حيا بإعاقة . وكأنني صنعت آلة مكان طلقة صغيرة فأنتقل إلى مكان آخر . علي تدكر هذا المكان جيدا غرفة بها مكتبة مليئة بالكتب مرآة كبيرة في الحائط البلاستيك يغطي كل شيء على الأرض مسدس و كتاب الرجل دو اللحية البيضاء . آخر كتاب أقرأه قبل السفر يكفي أن أرى إسم الكاتب لأعرف عن ماذا يتكلم بحت لم أجد إسم المؤلف !! كيف كتاب بدون مؤلف ! فتحته من الوسط يتكون من جمل قصيرة تفصل بينها أرقام  ما إن بدأت القراءة حتى شعرت بقوة الكلمات و بكونه يخاطبني أنا ،شعرت بقشعريرة تسري في جسدي كلما أعدت قراءة السطر أفهمه بطريقة أخرى كأنه يحمل معنا علمي و آخر مجازي لأصحاب العقول البسيطة و كلاهما صحيح .تناسق في عدد الحروف و الكلمات حتما ليس بكلام بشر . وضعته جانبا تخليت عن فكرة الإنتحار لبعض الوقت عدت مسرعا لذلك الرجل وجدته منتظرا، أخبرني أنه كان بانتظاري . حسنا زادت الأمور غرابتا مما فهمته من كلامه أننا في هذا العالم في إختبار جماعي بعدها ننتقل لعالم آخر . أخبرته عن نيتي في الإنتحار فأخبرني أنه محرم و سأرسب في الإختبار عدت أدراجي للمنزل . لقد أصبحت عالقا في هذا العالم ،لابد أن أنهي هذا الإختبار بسرعة .بدأت بقراءة الكتب المتعلقة بالأديان و خصوصا المتعلقة بالإسلام . حسنا هناك العديد من الرسل و هناك فقك 3 ديانات سماوية و العديد العديد من الديانات الأخرى كلها تدعوا إلى الصلاح غير أنها مختلفة في العقيدة فكرة أن تقول لإنسي آخر أعبد هذا أو ذاك من العدم بعيدة كل البعد عن خيال الإنسان أو خلق تعاليم واضحة صحيحة تتماشى مع فطرة الانسان لابد انهم كانوا رسلا من نفس الإله يدعون الناس الى الحق وعبادة اله واحد و مع مرور الزمن أحدهم قام بتحريف العقيدة و جعلهم يعبدونه أو تمتالا له لابد لهذا الكائن أن يكون كارها لبني البشر و أن يعيش طويلا ليضرب في عقيدة الدين و يمضي في حال سبيله تاركا لهم الوصايا التي لن تنفع إذا ما أشركوا بالإله .فمما قرأت في الإسلام أن الله يغفر جميع الذنوب إلا أن يشرك به. حسنا حسنا لننهي الإختبار و نخرج من هذا العالم ظللت لمدة ثلات أيام متواصلة أفعل كل ما يمكنني فعله لأنجح بسرعة في اليوم الثالت أدركت أن الأمر ليس بهذه السهولة . أن تكون خيرا او شريرا فهذا أسلوب حياة و قناعات ، من ينجح في الإختبار لا أظنه يبدل أي مجهودا أو تعب . فهو يتعود على فعل أمور خيرة و يتجنب الأمور الخبيتة تلقائيا و أينما وضعته أو صنعت به فلن يغير من سلوكه و يظل صابرا للخير ناصحا فسلوكه أصبح يتسم بالتبات و العكس بالنسبة للطالح الذي رسب في الإختبار يتعود على السلوك الخبيت أينما وضعته و تحت أي ضرف سيقوم بنفس التصرف . نزلت إلى الشارع بدأت ألاحظ أن بعض الناس قد أنهوا الإختبار أصبح سلوكهم يتسم بالتبات إما صالح أو طالح لماذا لم يأتي ملك الموت ليأخدهم ؟ أظن أنهم أصبحوا جزءا من إختبارات الآخرين الذين لم ينتهوا بعد . فور أن لايعود لوجوهم نفع أو ضر يأتي ملك الموت ليريحهم من هذه الحياة . 
                                                                                                             منقول
قبل نشر الاجزاء الاخرى ننتظر تعاليقكم
لا تبخلوا علينا بارائكم لتشجيعنا على الاستمرار
المرجو ترك وجهة نظرك في مكان التعليقات في الاسفل